كيف اكون مثلهم (٢)

كيف اكون مثلهم ( _٢_)

كيف أكون مثلهم في أخذ حقي 

كل من اتعامل معه يستهين بي ، ويراني ضعيفا 

لا أعرف كيف اتكلم

لا أعرف كيف اطالب بحقي .

اني مهذب جدا 

لا احب ان أجرح من أمامي 

وهم لا يتورعون يجرحونني ، او يتنمرون علي ،او يسخرون مني 

اكتم في نفسي ولا أبدي لهم ضيقي وحزني ..

لأن لساني ينعقد عن الرد ..

لا اعرف لماذا انا كذلك ..

قلبي مليئ بالمحبة للجميع 

لكن الجميع يتنمرون علي في الذهاب والعودة 

في حركاتي وسكناتي ..

لماذا انا ضعيف ..

وكيف اكون قوي مثلهم .؟!

......

من الواضح من هذا الكلام ، ان صاحب هذا التفكير ..

اصبح لدية اختلاط بل خلط في الأمور 

بين ما هو ضعف وما هو قوة 

وبين ما هو تنمر وبين ما ود وبساطة .

قال صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .

القوة هنا كما اراها انا ..

قوة في كل شيئ ، ليست فقط قوة الايمان 

وانما ايضا قوة الشخصية وقوة الكلمة وقوة البدن وقوة العلم وقوة الرأي 

كيف يتاتي كل ذلك ..

يتأتى بالمعرفة ، والاطلاع ، والخبرات وسؤال اهل التخصص 

والاشتغال على الذات فى جميع جوانبها ..

القوة البدنية ..تاتي بالاهتمام بالصحة وممارسة الرياضة ..

قوة الكلمة تاتي بكثرة القراءة ، والمعرفة ووضع ذلك في اختبار التعامل والاجتهاد في تصحيح وسد ثغرات النقص التى نمر بها كلنا في مراحل حياتنا المختلفة ..

كلنا بنا نواقص وكلنا عندنا نقاط قوة ..

اشتغالنا على نقاط قوة ذواتنا يدعمنا ويجعلنا نثق في قدراتنا ونتقدم فيما نريد طالما في الخير وفي ما يرضي الله عنا ..

الهدف والغاية التي يضعها الانسان لنفسة عندما تتفتح عينية على الدنيا ستكون بمثابة بوصلة حياته 

لذا لا يوجد افضل من ان يكون هدف الانسان الحقيقي

 رضا الله عليه ..

فان كان هدفه رضا الله ..سيسأل نفسه  هل اذا قلت كذا سيرضي الله ؟!

هل اذا فعلت كذا سيرضي الله ؟!

هل ..وهل .وهل 

كثير من الاسئلة التي تدور في فلك كيف أرضي الله ..

وما السبيل لرضا الله علي ؟!

ورضا الناس ؟!

رضا الناس غاية لاتدرك ورضا الله غاية لا تترك .

يقول الله تبارك وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ..

الجهاد لاي أمر نهايته رضا الله عز وجل ..

ييسر الله الوصول اليه ..

هل تريد ان تحسن الكلام وتتعلم فن الرد لتحقق ان تكون شخصا قويا يرضى الله عنه ؟!

هل بدأت بطلب العون من الله ؟!

اذن سيوفقك الله ..

هل تريد ان يكون لك رأيك ..لتقف مع مظلوم وتنصر الحق ..

ابدأ اقرا في سير الصالحين والناجحين ...

لن تجني العسل حتى تلعق الصبر

تؤخذ الدنيا غلابا 

شباب قنع لا خير فيهم بورك في الشباب الطامحينا ..

ضع لنفسك اهدافا محددة ..

وابدأ بالاستعانة اولا بالله ، ثم بالسعي للوصول اليها ..واصبر على نفسك ولا تهينها او تدخلها في كهف الكآبة او نفق التوتر والقلق ..وانما خذ بيد ذاتك في حديقة المعرفة والبساطة والتسامح والرضا ..

وادخلها فرن العمل والمعرفة ، وستخرج بها كالذهب الناصح بعد ان تترك الشوائب منها ..

لن يتركك الله 

ان كنت محافظا على فروضة في اوقاتها ، ان كنت تحسن الاستعانة بمن هو اقرب اليك من حبل الوريد ، 

لن يخذلك الله عندما تناجية في ركعتين في جوف الليل تطلب منه الرضا والهداية والتيسير وحسن البصيرة ..

الله عز وجل هو صانعنا وأعلم بما يبرمجنا لصالحنا فقط يريد منا الصيانة المستمرة ، باللجوء اليه والاستعانة الحقيقية به ..

مشكلة البعض انه يلجأ لبشر ،ليضبط زوايا النفس المنحرفة ، او يطلب العون والاستغاثة من بشر مثلة ويضع املة ونجاته في شخص مثله سبقه فقط بعدة خطوات في الحياة .

لا بأس من الاستعانة بمن سبقني لكن لابد من معرفة ان منبع العلم الحقيقي هو واجد هذا العلم أصلا ..انه الحكيم العليم رب العرش العظيم .

 فمنبع النجاح الحقيقي 

ومنبع التوفيق الأكبر 

ومنبع السعادة الحقة ..

هو اللجوء لله 

ثم الاخذ بالاسباب والسعي ..

ذهب رجل لرسولنا الكريم يطلب منه ان يعلمة أمور دينه لأن شرائع الدين كثرت عليه ..

فقال له صلى الله عليه وسلم قل امنت بالله ثم استقم ..

آمن اولا بالله الواحد الأحد ،ثم استقم 

استقامة الانسان نهج حياة 

ومنبع سعادة حقيقية له

ومن يستقيم ، لا يخاف من احد ، ومن يستقيم يحار العدو فيه فالله معه ومدده وتوفيقة مصاحب دائما للمستقيم ،فكيف سيخترق ، 

لا تقف كثيرا، وانما تحرك كثيرا وانجز كثيرا واعمل كثيرا .واشتغل على نفسك كثيرا 

ستتقدم وستنضج وستجد تساؤلاتك تلاشت ، وستشفق على من يتنمر لأنه ضعيف ،وستجد نفسك راقية متزنة لانها منضبطة على نهج الله ونهج الحق ..

وليس معنى ذلك اننا  لا نضل احيانا، وانما ان ضللنا سيفتح الله لنا طريق النور لنتكشف الطريق المستقيم ، لان الاستقامة واحدة ، والاعجاج لا حد له ولا حصر ..

يخرجهم من الظلمات الى النور ..

النور واحد لانه طريق مستقيم ، وأقصر الطرق بين نقطتين الخط المستقيم ، وانما الظلمات كثيرة ومتنوعة ولا حصر لها ،كذلك الخطوط المعوجة ..

فخذ حقك بالاشتغال بما يرضي الله .

واذا وجد من يظلمك او من ياتي عليك فاعلم وتيقن ان الله لن يتركك طالما انت في معيته ، سيوفقك لا محالة بقدرته وكرمة لتأخذ حقك ..

سيعلمك 

لأنك متقي له ، فهو عز من قائل( اتقوا الله ويعلمكم الله )