اخر الاخبار

6/مقالات/ticker-posts

Header Ads Widget

Responsive Advertisement

والدي رئيسا للجمهورية

والدي رئيسا للجمهورية .






نعم والدي رحمة  الله  عليه .كنت اراه وانا صغيرة جدا 
.انه سيكون يوما من الأيام رئيسا لدولتنا او لأي دولة اخرى المهم انه سيصبح يوما ما كذلك .


كان والدي رحمة الله عليه محبا جدا للناس ،وكذلك الناس كانت تحبه ،وكان الكثير والكثير يزوروننا ..

وكان له اصدقاء وانا صغيرة ياتون للجلوس والحديث معه كان اصدقاؤه مثله تماما فلهم طابع الوجاهة والهيبة ايضا .

وكانوا يتحدثون في أمور  كثيرة جدا .

كان يناديني ، وبعد ان تلبسنى امي لبسا نظيفا وتصفف شعري .

فأذهب وأسلم عليهم واجلس معهم ..وانا دون السادسة ..


بالطبع لم اكن افهم من كلامهم شيئا ..وانما كان لحوارهم وكلامهم صدى عظيما عندى ، ويترك انطباعا أكبر وهو ان والدي سيكون في يوم من الايام رئيسا ،.خاصة ايضا انه رحمة الله عليه كان يمتلك مقومات جسدية مميزة ..حيث الطول والجسد الممشوق والمشية المتزنة الواثقة والصوت القوي 
وايضا الصوت الرحيم .،و لكل موقف دوره وكل طبقة من صوته لها دورها ومكانها.
فكان يهتم جدا للقيم والمبادئ بشكل عملي وله مواقف كثيرة في هذه النقاط تحديدا .


وكانت قريتنا رغم صغرها .كان اهلها جميعا يهتمون بالعلم وتخرج منها علماء اجلاء في جميع مناحي العلم .
وعلى مستوى رائع وعريق .


وكان الاهتمام بالتعليم شيئا اساسيا عند الجميع ..

حتى أن جدي سيف رحمة الله عليه ،. عمدة البلدة اول من اقام مدرسة للتعليم فى قريتنا 

كان والدي قارئا جيدا .
فكنت اراه دوما يقرأ ،.سواء في الكتب او  الجرنال ،.وكنت ارى قراءته للجرنال في حد ذاتها  شيئا ليس سهلا وانا صغيرة، إذ كيف يستطيع والدي ان يقرأ هذا الكلام ..
وهذه الاوراق الكبيرة الممتلئة بالعلم ..

وانا طبعا لم اكن اجيد القراءة بعد .

وكنت أسمعه يتحاور مع والدتي أحيانا في امور السياسة ..



وكانت والدتي رحمة الله عليها تخبرني عندما كبرت انا انه  كان عندما يخرج للعمل كان يطلب منها ان تستمع الى الأخبار في الراديو ،.وعندما يرجع من عمله ،.تخبره بأهم الأحداث ،.مما جعل امي ايضا مثقفة سياسيا .
 وكان يستمع يوميا لقناة الBBC ليلا.وطبعا كنت أسمع عن رئيس الجمهورية دوما 

كان عمري تقريبا اربع سنوات عندما قامت حرب السادس من اكتوبر ..
اتذكر وقتها الكلام كان كثيرا عن رئيس الجمهورية ،.واتذكر لقطة واحدة ..

ذهب اخي وزوجته  خلف بيتنا ليلا لاحضار بعض عيدان القصب من الأرض فذهبت معهم ، فطلب منهم والدي تغطية الكلوب ..والكلوب هذا من أدوات الانارة القديمة التي لم يكن متوفرا لدي كل البيوت ..

فطلب منهم تغطية الكلوب لان الطائرات كانت تحوم في السماء ..

خوفا من ان تقذف علينا قنبلة او ما شابة ليلا ..

لم افهم لماذا وكيف وقتها .ولكن هذه اللقطة رغم صغر سني وقتها أتذكرها .

وأتذكر  ايضا ..

كنت احب اللعب كأي طفلة .وانا فى الصف الخامس الابتدائي ..

وكنت بدأت فى عمل لى دكان صغير ، يحوي فيه التراب باشكاله المختلفة ..

احضرت اوراق كراريس عندى ووضعت بعض من التراب فى كل ورقة كراسة .

ثم جمعت بعض اوراق الشجر المختلفة ، حتى تكون نقودا للبيع والشراء ..

واكملت متجري الصغير ، وانا في غاية السعادة ..

ونادي علي والدي رحمة الله عليه ، لم يدر وقتها ماذا افعل ولكنه أدرك انني أضيع وقتى 
فقال : تعالي بلطف وحب فتوقعت انه سيعطيني حلوي أو يطلب مني شيئا اقوم به من أجله  
فسالنى ..ماذا تفعلين ؟!
فقلت له أبيع وأشتري .
فقال لى بدلا عن ذلك ..يجب ان تحضري كتب الصف القادم وتقرأينها ، حتى تتجهزى للعام المقبل ، الصف السادس الابتدائي حيث انها كانت شهادة .

حتى يكون لدي استعداد نفسي للدروس فى العام المقبل ويتم تسهيل فهم الشرح علي .

وقتها شعرت بخيبة امل ..ودكاني ونقودي وبضاعتي ..ماذا افعل بهم؟؟ ..

ساترك كل هذا الانجاز من اجل العلم ..يا لها من صفقة خاسرة .

لكن طاعة والدي أمر ..

فقال لي يا بنيتى العلم مقدم في وقتك على كل شيئ وحتى يكون لك شأن..
لابد وان تهتمي وتذاكري ولا تضيعي وقت الاجازة كله في اللعب .

كبرت .. وادركت ان والدي لمحبته للعلم وهيبته واهتمامه بامور راقية عظيمة .وكذلك معاملة أمي له واخوتي الكبار له هي من جعلتني أراه ..انه سيكون في يوم من الايام رئيسا للجمهورية ..

ويكفيني ، ويكفي كل طفل او ابن ان يرى والده كذلك ..من حسن معاملته وهيبته وحبه للعلم والعلماء ..

هذا فى حد ذاته موروث يستحق الذكر .

فرحمة الله عليك يا أبي .
وجزاك الله عنا كل الخير .
ودمتم ..في نظر اولادكم افضل الناس واقوى الناس واحب الناس .

والسلام .

إرسال تعليق

0 تعليقات