اخر الاخبار

6/مقالات/ticker-posts

Header Ads Widget

Responsive Advertisement

الغباء

الغباء ذنب سيحاسب الله عليه صاحبه .



بحكم دراستي ، أعلم  ان هناك فروقا فردية بين البشر في كل شيئ ، أهمها طبعا القدرات العقلية ، الذكاء والنباهة ، وطبعا انماط الشخصية هذا سمعي وذاك بصري وهذا حسي ، وطبيعتها ، فهذا  انبساطي وهذا انطوائي ، 

ولكن لم  ندرس هذا غبي وذاك ذكي ، فكرة الغباء هذه لم ندرسها أبدا ولم نتطرق لها .

ولكنني بتعاملي مع من حولي ، وجدت ان فيه اشخاصا تتميز بقلة الفهم ، وضعف القدرات .

فلا  بأس نعلمهم ، ونصبر عليهم ، لكن لا يوجد نتيجة فعلية للاستجابة ، 

أراد الله ان نتعامل مع أشخاص ، فتجد  نفسك رغما عنك تقول لهم "صراحة كفاية غباء" ، 

وهنا توقفت ، وتساءلت الا نقوم نحن فى مواقف معينة بتصرفات فيها غباء ؟!

ظللت فترة طويلة حيرانة من هذا الموضوع ، خاصة أن نظرتي الخاصة لهذه النقطة ، ليست نظرة تعاطف .

خاصة عندما أسقطت الموضوع على نفسي انا شخصيا في بعض المواقف .

حتى قرأت هذه المقولة للامام محمد الغزالي: " الغباء ذنب سيحاسب الله عليه صاحبه ".

وكانني اكتشفت اكتشافا ..فرحت أيما فرح بالمقولة ، وبدات احلل الكلام .

واتعرف على هذه المقولة وما أصلها فعلا .

وتوصلت للاتى ، 

توصلت الى ان الغباء هو جهل مركب . جهل بالشيئ تماما ، وصدود الشخص الجاهل عن عدم مجاهدته لنفسه ليتعلم أو يعمل عقله ليعرف ويدرك ويفهم .

ناهيك عن الاخلاق ، فممكن تجد رجل بسيط الفهم واخلاقه اعلى بكثير من شخص قوي الفهم والادراك لكن أخلاقه لا تزن ريشة 

اذن الغباء اختيار قبل ان يكون قلة قدرات هذا ما توصلت اليه انا بنفسي ، والكلام ايضا قابل للتصويب . 

هناك من الناس من هم قليلو الذكاء ولكنه يجتهد ليعرف ، او يعرف امورا في حدود قدراته ويعرف لنفسه هذه الحدود ، وقال رسولنا الكريم رحم الله امريء عرف قدر نفسه .

هنا هو مستبصر قدر ذاته وقدر قدراته ، ويعرف لصاحب العقل مكانته ،بكرم أخلاق منه ويضع صاحب المعرفة مكانته ، لكن الغبي يجهل ولا يعلم انه يجهل ولا يعترف بجهله ولا يسعى للمعرفة لينفي ما  عنده من نقص .


وكما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها من لم يجد في نفسه نقصان فهو في نقصان .

وعرفت لماذا اول أمر رباني لنا نحن البشر هو اقرأ .

لان القراءة توسع الادراك ومن خلالها يعمل العقل ويستنتج وتنتفي عنه صفة الغباء .

ففعلا الغباء ذنب .

والله تبارك وتعالى يقول " هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " .

ويقول ايضا .."واتقوا الله ويعلمكم الله" .

اذن هنا ..التقوي تاتي بالعلم ..

لانك لن تجد غبيا يسعى اصلا لتقوى الله .

لانه فى الغالب لا يرى نفسه جاهلا ، وبالتالى لا يسعى ليعرف وبالتالى هو يرى نفسه كاملا لا نقص فيه ، وهنا تكمن المشكلة .

وتجده يزكي نفسه والله تبارك وتعالى يقول في ايه صريحة ، " ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " .

وكلمة الغباء لم تذكر في القرآن وانما ذكر الجهل .

واذا صنفنا الجهل سنقول انه نوعان :

النوع الأول ..هو نقص العلم .

فكلنا نعلم بعض العلوم ، ولا يوجد شخص يعلم كل العلوم او كل العلم .

والنوع الثاني من الجهل : هو الجهل عن استخدام العقل ، فجهل الجاهل هنا يؤدي لجهل التصرفات ، الاية الكريمة تقول (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )

جهل التصرفات اختياري ، وعندما يكون جهلا مركبا وأقصد به هنا ان يعيد الشخص نفس التصرف ويجد نتيجة تسوءه ولا يتعلم ، ولا يحاول ان يتعلم ، فيقع فيما أسميه الغباء ، غباء التصرفات ، وليس منا أحد معصوم ، ولكن منا من يجتهد ليتفادى الخطأ او يقلله ، ومنا من يسعى ليتعلم  ، ويتواضع اثناء سعيه . وهذا مقبول بشكل عام خلاف الجاهل المتكبر ،الجاهل الذي يجد نفسه فوق الجميع بما لدية من معلومات وان كثرت ، 

وهذه نوعية متعبة من السلوكيات المتعبة مع هذه الفئة من اصحابها ، لكن علينا أيضا ألا نيأس في الصبر عليها والتعامل معها بالحسنى ، لعل قلبها يفتح ذات مرة لمعنى ، ويراجع ذاته الجاهلة ويتعلم ، 

عافانا الله واياكم من كثرة غباء التصرفات ورزقنا الله واياكم الحكمة وحسن التصريف .


ودمتم بالف خير .










إرسال تعليق

0 تعليقات